نشر المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تفاصيل إقالة ولي العهد محمد بن سلمان للأمير متعب بن عبد الله من قيادة الحرس الوطني السعودي، ثم اعتقاله مع عدد كبير من أمراء ووزراء سعوديين، في تطور كبير هز المملكة.
[ad id=”1165″]
وجاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها المغرد “مجتهد” على حسابه في توتير الذي يتابعه نحو 2 مليون شخص، وأشار “مجتهد” إلى أنه بعد الإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف، وتعيين بن سلمان بدلاً عنه، وتحويل الأخير كل القوات المسلحة في الداخلية لسلطته مباشرة، لم يبق من القوات المسلحة خارج سلطة بن سلمان إلا الحرس الوطني الذي كان الأمير متعب يترأسه.
وكشف “مجتهد” أن بن سلمان قبل أن يتحمس لإقالة متعب، اتَّخذ خطوات استباقية منها إعادة ترتيب جهاز المباحث، بعد أن صار اسمه جهاز أمن الدولة، وذلك لكي تنتهي أي علاقة للجهاز بالولاءات السابقة.
وبحسب “مجتهد” فإن بن سلمان “ملأ جهاز المباحث بالعناصر المصرية والمرتزقة من بلاك ووتر، وخاصة في الأجهزة الخلفية التي لا تباشر التعامل مع المعتقلين أو المستجوبين”.
ومن خلال تغريدات “مجتهد” يبدو أن بن سلمان كان يخشى من عواقب إقالة الأمير متعب، حيث قال المغرد السعودي إن “بن سلمان حاول إقناع متعب بالحسنى (في التخلي عن منصبه)، وذلك بإغرائه بتعيين أحد أبنائه، لكن متعب رفض”.
وفي تغريدة لـ”مجتهد” تعود إلى تاريخ يوليو/تموز 2017، قال المغرد السعودي: “بن سلمان حاول إقناع متعب بن عبدالله بالتخلي عن الحرس، وتعيين أحد أبنائه، فرفض وحذر م ب س (محمد بن سلمان) من التهور بقرار مثل هذا”.
وأشار “مجتهد” إلى أن سبب حرص بن سلمان على الإطاحة بالأمير متعب “هو إزالة آخر عائق عسكري متمثلاً في الحرس، ضد اعتلائه العرش، حيث يُفسح الطريق لتنحي والده له وتسلمه الملك رسمياً”.
وحاول الأمير متعب حماية نفسه من خطر بن سلمان، وذلك بلجوئه إلى خطوتين -حسب مجتهد- الأولى الاحتماء بعمه أحمد بن عبدالعزيز، والثانية ضمان ولاء كبار ضباط الحرس ورفضهم الانصياع لأي قيادة جديدة. وأضاف “مجتهد” أن “متعب نجح في انتزاع وعد من عمه أحمد بدعمه، حيث كان أحمد وقتها ضامناً تأييد عدد كبير من العائلة، معتقداً أنهم سيقفون معه لو هب لنجدة متعب”.
وفي تحدٍّ لبن سلمان “أرسل أحمد بعد ذلك رسالة غير مباشرة لبن سلمان بعدم التهور وإقالة متعب، وكان هذا التحذير أحد الأسباب في تأخير قرار إقالة متعب”، وفقاً للمغرد السعودي.
كيف رد بن سلمان؟
لتحييد أحمد بن عبد العزيز “قام بن سلمان ببث تحذيرات داخل العائلة أن من يتردد على أحمد أو يتداول معه أي ترتيب يعرض نفسه للخطر، ونجح بتقليل من يترددون عليه”، ويضيف “مجتهد”: “أما ضباط الحرس فلم يكن بن سلمان قلقاً من ولائهم، لأنهم ممن يعمل بالمثل إلّلي يتزوج أمي أقول له يا عمي، وحتى لو تعهدوا لمتعب بشيء فلن ينفذوه”.
و”حين اطمأن بن سلمان إلى أن ترتيبات أحمد لم تعد ذات قيمة، قرر المضي قدماً في إقالة متعب وأعد العدة حتى تتزامن مع حملته المزعومة على الفساد”، وبحسب “مجتهد” أراد بن سلمان تحقيق 3 أهداف من هذا التزامن وهي: “تبرير احتجاز متعب، واحتجاز من يمكن أن يدعمه من الأمراء، وإرهاب البقية من التحرك”.
[ad id=”1165″]
ويعتقد المغرد السعودي أنه “حتى الآن يبدو أن الخطة نجحت”، إلا أنه أضاف: “لكن لا يمكن الجزم بذلك، لوجود جيوب من العائلة لا تزال لديها رغبة جامحة في الانتقام والتغيير والجميع يترقب”.
ويشار إلى أن الأمير متعب بن عبد الله الذي ولد عام 1953 كان يرأس الحرس الوطني السعودي، الذي تأسس كقوة أمنية داخلية من قوات خاصة، على أساس وحدات قبلية تقليدية أدارها والده على مدار خمسة عقود.
ولأنه كان الابن الأقرب إلى قلب والده، فقد كان من المعتقد في فترة من الفترات أنه مرشح لاعتلاء العرش.
وشكل الحرس الوطني قاعدة قوة للملك عبدالله على مدار عشرات السنين، وأصبح أشبه بجيش موازٍ يمثل حصناً في وجه أي محاولة انقلاب محتملة، وحلقة الوصل الرئيسية بين القبائل ذات النفوذ في البلاد والحكومة.
المصدر: Huffpost