أن تكون مستمعًا جيدًا أمر يمكن أن يساعدك في رؤية العالم من خلال أعين الآخرين. يزيد الاستماع من تفهمك ويوسع قدرتك على التعاطف ويزيد تواصلك مع العالم الخارجي عن طريقتك مساعدتك في تحسين مهارات التواصل. قد تزيد مهارات الاستماع الحسن من قدرتك على فهم مواقف الآخرين وتساعدك في معرفة الكلمات الأفضل استخدامها والتي يُفَضَّل تجنبها. قد يبدو حسن الاستماع (والإقرار) أمرًا بسيطًا لكن تطبيقه ببراعة خاصةً وقت الاختلاف يتطلب جهدًا صادقًا والكثير من الممارسة. إذا أردت معرفة كيفية حسن الاستماع فاقرأ هذا المقال.
1 – الاستماع بعقل متفتح :
1 ضع نفسك مكان من يحدثك. من السهل أن تتوه في نفسك ولا تفكر إلا في تأثير “إخبار” من يحدثك عليك. حسن الاستماع يمنعه تفكيرنا الداخلي. بدلًا من ذلك عليك أن تفتح عقلك وأن تنظر للمشكلة من وجهة نظر الشخص الآخر وأن تفترض أنك كنت في موضعه ومدى استيعابك للمشكلة بهذا. يمكن أن يجعلك حسن الاستماع صديقًا مع من يحدثك عن طريق معرفة أكثر عنه.
- تذكر أنك تملك أذنين وفم واحد لسبب. سبب هذا أنه عليك أن تسمع أكثر مما تتكلم. الاستماع أكثر إفادة من التحدث. الاستماع للناس والتحدث والتواصل معهم عن طريق العينين يجعلهم يعلمون أنك تهتم بما يقولون (حتى لو كنتت غير مهتم على الأقل تبدو مهذبًا). الأشخاص الذين يستمعون أكثر يكونون شديدي الانتباه وبالتالي يكونون أكثر اهتمامًا بمشاعر الآخرين ويفهمون ما يحدث أفضل من غيرهم. تأكد من أنك فعلًا تستمع ولا تفعل شيئًا آخر. حاول أن تتأكد أنك مركزًا بالكامل مع من يتحدث معك ولا تنحرف عن الموضوع.
- لا تحكم على مُحَدِّثك أو من يحكي لك عن “موقف” مباشرةً، بل الأفضل أن تنتظر وتستمع وأن تنظر للموقف من وجهة نظر مُحَدِّثك. فكر كيف ستشعر إذا كان يحكم أحدهم عليك بصمت. سيساعدك هذا في الاستماع للآخر فعلًا بدلًا من تكوين آرائك قبل فهم الموقف فعلًا.
2 تجنب مقارنة تجربة الشخص بتجاربك. قد تعتقد أن أفضل ما يمكنك فعله هو الاستماع ثم مقارنة ما مر به مُحَدِّثك بما مررت أنت به، لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. إذا كان يحدثك شخص عن موت أحد أقربائه فيمكنك قول بعض عبارات التعزية لكن لا تقل “هذا مثل ما حدث معي تمامًا…”. يمكن أن يبدو هذا كإهانة أو تصرف غير حساس خاصةً عندما تقارن شيء في منتهى الجدية لإحدى تجاربك الأقل جدية (مثل مقارنة طلاق صديقك بعلاقة مررت بها لم تستمر سوى ثلاثة أشهر). فعل هذا قد بسبب إزعاجًا لمن يحدثك.
- قد تعتقد أن هذه هي الطريقة الأفضل للمساعدة وللاقتراب من الموقف، لكن طريقة التفكير هذه مختزلة فعلًا وقد تجعل من يحدثك يشعر أنك لا تستمع له.
- تجنب قول “أنا” أو “إني” كثيرًا. قول هذا مؤشر خطير لأنك تركز على نفسك أكثر مما تركز على موقف من تحدثه.
- إذا كان من يحدثك يعرف أنك مررت بتجربة مشابهة لتجربته فقد يسألك عن رأيك. يمكنك في هذه الحالة التعبير عن رأيك، ولكن كن حذرًا من تمثيل أن تجاربك كانت تمامًا مثل تجربة الشخص الآخر. قد يبدو هذا أنك تحاول قول مواقف غير حقيقية لتبدو مساعدًا.
3 لا تحاول المساعدة فورًا. يعتقد بعض الأشخاص أنهم عندما يستمعون يجب أن يفكروا سريعًا لإيجاد حل سريع وسهل لمشكلة الشخص الآخر. بدلًا من هذا التصرف يجب أن تفهم القيمة الظاهرية لما يقوله محدثك وأن تستغرق الوقت اللازم في التفكير في “حل” وقتما يتحدث الشخص الآخر وفقط إذا كان يبحث عن مساعدة بهذه الطريقة. إذا بدأت سريعًا وبشدة في التفكير في كل الحلول السريعة لمشكلة الشخص فأنت لن تستمع هكذا.
- ركز على فهم كل شيء يقوله محدثك. فقط بعد فعل هذا يمكنك محاولة المساعدة.
- قلل من المشتتات. نحن نعيش في مجتمعٍ مليء بالمشتتات فدائمًا ما نسمع ضوضاء شديدة يكون معها الإنصات جيدًا لما يقوله الآخرون أمرًا صعبًا. كي تكون مستمعًا جيدًا ستحتاج أن تقلل من ا لمشتتات أثناء المحادثة سواء كان مصدرها التلفاز أم الهاتف أم المقاطعة في الكلام. يتطلب الحد من المشتتات قرارًا ذهنيًا عندما تكون تستمع لشخصٍ آخر.
4 تعاطف. أظهر لمحدثك أنك تهتم عن طريق هز رأسك في أوقات معينة حتى يعرف أنك تستمع. أيضًا قول كلمات بسيطة مثل “نعم” عندما يقول محدثك شيء يريدك أن توافق عليه (يمكنك المعرفة من نبرة الصوت) أو قول “فظيع” عدما يتكلم محدثك عن شيء محزن أو سيء حدث له يظهر لمحدثك أنك منتبه فضلًا عن أنك تستمع. قل هذه الكلمات في أوقاتها المناسبة بلطافة حتى لا تبدو متغطرسًا أو مقاطعًا. جرب أن تميل لجانبك الحساس وأن تهدأ محدثك إن كان في ضيق. على النقيض من ذلك، لا يرغب معظم الأشخاص في الشفقة عليهم لذلك هدأ محدثك ولا تجعل نفسك تبدو أنك أعلى منه.
5 تذكر ما تم إخبارك به. جزء مهم من حسن الاستماع هو إدراك كل المعلومات التي يخبرك بها محدثك. لذلك إذا كان محدثك يخبرك عن مشاكله مع أفضل صديق له جلال وأنت لم تقابل جلال هذا قط فيمكنك على الأقل تذكر اسمه لتشير إليه بعد ذلك به. بهذا تبدو أكثر معرفة بالموقف. إذا كنت لا تتذكر الأسماء أو التفاصيل أو الأحداث المهمة فلن تبدو أنك تستمع بإصغاء.
- لا بأس إن لم تكن ذاكرتك قوية، لكنك لن تصبح مستمعًا جيدًا إذا استمررت في المقاطعة للسؤال عن توضيح أو استمررت في نسيان دور كل شخص. أنت لست مضطرًا أن تتذكر التفاصيل الصغيرة، لكن في الوقت نفسه أنت لا تريد أن يشعر محدثك أنه عليه قول كل معلومة مرات عديدة.
6 تابع الموضوع. جزء آخر مهم في حسن الاستماع هو ألا تكتفي بمرحلة الاستماع فقط وقت المحادثة أو ألا تعيد الكلام عن الموضوع مرة أخرى. إذا أردت إظهار الاهتمام فعلًا فعليك سؤال محدثك عن الموضوع عندما تتقابلان مرة أخرى وحدكما أو حتى ترسل له رسالة أو تتصل به لترى كيف تطور الأمر. لو كان الموضوع خطيرًا مثل طلاق وشيك أو البحث عن وظيفة أو حتى مضاعفة مرضية فمن اللطف أن تظهر اهتمامك بالسؤال عن الأمر حتى لو لم يٌطلَب منك هذا. لا تشتت الشخص إذا كان لا يريدك أن تتابع الموضوع وتقبل قراره ولكن أخبره أنك دائمًا موجود لدعمه.
- من يتحدث معك عن موضوع قد يكون لأنه شعر أنك بذلت جهدًا للتفكير فيه بعد المحادثة ولترى كيف تصرف. هذا ينقل مستوى حسن الاستماع لديك لمستوى أعلى.
- بالطبع يوجد اختلاف بين متابعة الموضوع والزن عليه. إذا تحدث شخص معك عن رغبته في ترك وظيفته فلا داعي لإرسال رسالة له كل يوم تسأله إن كان تخلى عنها بالفعل أم لا وإلا تكون تضع ضغطًا لا داعي له على الموضوع وتزيد من التوتر بدلًا من المساعدة.
7 اعرف ما يجب عدم فعله. معرفة ما عليك تجنبه عند محاول الاستماع الجيد يمكن أن يكون مساعدًا بقدر مساعدة معرفة ما عليك فعله. إليك بعض الأشياء العامة التي عليك تجنبها إذا أردت أن يعاملك محدثك بجد وأن يعتقد أنك تحترمه:
- لا تقاطع في وسط نقطة.
- لا تستجوب محدثك. الأفضل أن تسأل أسئلة بلطف وقت الحاجة (مثلًا بين الجمل أو أوقات الهدوء عندما لا يكون محدثك يتحدث).
- لا تحاول تغيير الموضوع حتى لو كان مزعجًا قليلًا.
- تجنب قول “هذه ليست نهاية العالم” أو “ستشعر بتحسن في الصباح”. هذا فقط يقلل من مشاكله ويجعله يشعر بالسوء. تواصل بالعين مع الشخص حتى يدرك أنك مهتم وتستمع.
2 – معرفة ما تقوله :
1 كن صامتًا في البداية. قد يبدو هذا واضحًا ومبتذلًا، لكن أحد أكبر العقبات أمام الاستماع هي الرغبة في قول الأفكار الدفينة. بالمثل يعبر العديد من الأشخاص عن التعاطف بطريقة خاطئة عن طريق مشاركة تجاربهم الخاصة. كلا الردين الداخليين مساعدين لكن عادةً يُبَالغ في استخدامهما وفي النهاية يُسَاء استخدامهما.
- ضع احتياجاتك جانبًا وانتظر بصبر أن يقوم الشخص الآخر بعرض أفكاره بنفسه وبطريقته.
2 طمأن الشخص بالسرية. إذا كان محدثك يخبرك بشيء خاص أو مهم نوعًا ما فيجب عليك أن توضح جدارتك بالثقة وأنك من الأشخاص التي يمكنها الاحتفاظ بسر. قل لمحدثك أنه يمكن أن يثق بك وأن أي شيء يقوله سيبقى بينكما وأن كلمتك تُلزمك. إذا كان محدثك غير متأكد هل يمكن الثقة فيك أم لا فغالبًا سيميل للصمت أكثر. أيضًا لا تجبر أي شخص على الفضفضة معك حيث يجعله ذلك غير مرتاح أو غاضب.
- بالطبع عندما تقول إن ما يقوله محدثك سيبقى سرًا بينكما فيجب أن تعني هذا حقًا إلا إذا حدثت ظروف منعتك من الاحتفاظ بالسر مثل أن يكون الشخص يفكر في الانتحار وأنت شديد القلق عليه. إذا كنت لا يمكن الوثوق بك عامةً فلن تتمكن من أن تكون مستمعًا جيدًا أبدًا.
3 كن مشجعًا عندما تتحدث. من المهم استخدام أصوات متفهمة بين الحين والآخر في المحادثة حتى لا يشعر محدثك أنك لا تصغي. من المفيد “تلخيص وتأكيد” أو “تكرار وتشجيع” الأجزاء المهمة. سيساعد هذا في سير المحادثة بسلاسة وسيجعل محدثك أقل توترًا عند التحدث. إليك ما عليك فعله:
- “كرر وشجع:” كرر بعض العبارات التي قالها محدثك وفي نفس الوقت قل رأيًا إيجابيًا كتشجيع. على سبيل المثال يمكنك قول “أنا أرى أنك لم تستمتع باضطرارك لتلقي اللوم. الأمر نفسه معي”. توخ الحذر مع هذه التقنية. استخدم العبارات المتعاطفة كوكزات من وقتٍ لآخر لأن المبالغة فيها تظهرك أنك تتفضل عليه.
- “لخص وأكِد:” من المفيد جدًا تلخيص فهمك لما قاله محدثك وقوله مرة أخرى بأسلوبك. يؤكد هذا لمحدثك أنك كنت تستمع فعلًا لما كان يقوله وأنك “فهمته” وأيضًا يعطي للمتحدث فرصة لتصحيح الافتراضات والاعتقادات الخاطئة عندك.
- تأكد أن تترك فرصة للتعديل بعبارات مثل “قد أكون مخطئًا، لكن …” أو “صحح لي إن كنت مخطئًا”. هذه التقنية مفيدة خاصةً عندما تجد نفسك محبطًا أو تشعر أن تركيزك في السماع غير ثابت.
4 اسأل أسئلة هادفة. ابتعد عن وضع محدثك في موضع المدافع. الأفضل أن تستهدف استخدام الأسئلة كوسيلة تجعل محدثك يصل بها لقرارات عن الموضوع المطروح للمناقشة بنفسه. يمكن أن يساعد هذا المتحدث في اتخاذ قرارات أو استنباطات بنفسه دون حكم أو تدخل منك. إليك بعض الأشياء التي عليك وضعها في الاعتبار:
- بعد إظهارك لسماع متعاطف يحين الوقت للتحول للاستماع المحفز. أعد صياغة الأسئلة التي تسألها. على سبيل المثال: “أنت لم تستمتع بتلقي اللوم لكني غير قادر على فهم لم تشعر باللوم وليس فقط أنك طُلِبَ منك عدم القيام بشيء بطريقة معينة”.
- قول الأسئلة بهذه الطريقة يضع المتحدث أمام الحاجة للرد مباشرةً على عدم فهمك “أنت” لبعض النقاط. في عملية الرد على محدثك ابدأ في الانتقال من الرد العاطفي لرد أكثر منطقية وإيجابية.
5 انتظر انفتاح محدثك. في عملية التشجيع على الرد الإيجابي يجب أن يكون المستمع شديد الصبر وأن يسمح للمتحدث باستجماع أفكاره ومشاعره وخواطره. قد يكون الكلام في البداية قليلًا وقد يستغرق الانفتاح الكامل بعض الوقت. إذا ضغطت عليه مبكرًا وسألت أسئلة شخصية كثيرة قد يكون التأثير الفعلي غير ما كان في نيتك وقد تجعل المتحدث يشعر أنه عليه الدفاع ويقاوم فكرة مشاركة المعلومات.
- حافظ على صبرك وعلى تصور نفسك مكان محدثك. يساعد هذا في بعض الأحيان في تخيل سبب تصرف “المتحدث” بهذا الشكل في مثل هذا الموقف.
6 لا تقاطع المتحدث لقول ما تشعر به أو تعتقده بشأن “ما يخبرك به”. الأفضل أن تنتظر أن يسألك محدثك عن رأيك قبل مقاطعته. يتطلب الاستماع النشط من المستمع أن يضع رأيه جانبًا بشكل مؤقت وأن ينتظر بصبر الأوقات المناسبة للتحدث. عندما تقطع المحادثة قل ملخصًا أو اتفاقًا متعاطفًا.
- إذا قاطعت المتحدث مبكرًا جدًا فسيُحبَط ولن يفهم جيدًا ما تحاول قوله. سيكون محدثك متحمسًا لإنهاء قول ما يريد وستسبب إزعاج وتشتيت له.
- لا تعط نصائح مباشرة إلا إذا طُلِبَ منك ذلك. الأفضل أن تدع المتحدث ينهي إخبار موقفه وأن يكتشف طريقه بنفسه. هذا يعطي طاقة المتحدث ولك أنت أيضًا. هذا هو المسار الذي على الأرجح سينتج عنه تغيير مفيد وتفهم نفسي للمتحدث ولك.
7 طمأن المتحدث. مهما كانت نتيجة المحادثة، دع المتحدث يعلم أنك كنت سعيدًا باستماعك له ولكونك كنت من يتكلم معه. أوضح له أنك جاهز لأي محادثات مستقبلية يحتاجها وأنك لن تضغط عليه وطمأنه أنك سَتُبقِي المحادثة بينكما. حتى لو كان المتحدث في موقف لا يحسد عليه، قول جمل مثل “كل شيء سيصبح على ما يرام” أمر غير ملائم. لا يزال بإمكانك طمأنته بقول أنك موجود للاستماع والمساعدة.
- يمكن التربيت على يد محدثك أو ركبته أو يمكنك وضع يدك حول أو طمأنته بأي لمسة أخرى. افعل ما يبدو ملائمًا للموقف. أنت لا تريد أن تتخطى حدودك عند الطمأنة باللمس.
- اعرض المساعدة بأي حال إذا كانت لديك القدرة والوقت والمعرفة ولكن “لا تعط آمالًا زائفة”. إذا كان كل ما يمكنك المساعدة به هو الاستماع له فاجعل هذا الأمر واضحًا. الاستماع في حد ذاته مساعدة رائعة.
8 عند اعطاء النصيحة تذكر أن تكون محايدًا ولا تكون متأثرًا بشدة بتجاربك. فكر في الأفضل للشخص وليس ما فعلته رغم أن هذا قد يكون مساعدًا.
3 – استخدام لغة الجسد المناسبة :
1 انظر لمحدثك. التواصل بالعينين أمر مهم عند الاستماع. إذا أعطيت صديقك الانطباع أنك لست مهتمًا وغير منتبه فقد لا يتحدث معك مرة أخرى. عند تحدث أحدهم معك ركز على عينيه مباشرةً حتى يعرف أنك بالتأكيد تنتبه لكل كلمة يقولها. حتى لو كان الموضوع لا يهمك، على الأقل احترم محدثك واستمع بصدق لما يقوله.
- ركز بأذنيك وعينيك وعقلك مع محدثك وكن مستمعًا جيدًا. لا تركز على التفكير فيما سيقوله بعد لحظات ولكن ركز على ما يقوله في لحظة التحدث. (تذكر أن المهم محدثك وليس أنت).
2 أعط محدثك الانتباه الكامل. إذا أردت أن تكون مستمعًا جيدًا فمن المهم أن توفر مساحة إيجابية جسدية وعقلية. أزل كل مشتتات الانتباه وحول كل انتباهك لمن يريد أن يتحدث معك. أغلق أجهزة التواصل (حتى الهواتف المحمولة) ورتب أن تكون المحادثة في مكان بدون مشتتات. بمجرد أن تجلسا وجهًا لوجه هدأ عقلك وانتبه لما يخبرك به محدثك وأظهر له أنك ستساعده.
- اختر مكانًا خاليًا مما يصرف الانتباه أو الأشخاص الآخرين الذين قد يشتتوا انتباهك. إذا ذهبتما إلى مقهى فتأكد أن تركز على محدثك وليس على الشخصيات التي تتحرك حولكما.
- إذا ذهبتما إلى مكان عام (مطعم مثلًا) فتجنب الجلوس بجانب التلفاز. حتى لو كان في نيتك الانتباه بالكامل لمحدثك فيمكن أن يغريك التلفاز لأخذ نظرة سريعة خاصة إذا كان فريقك المفضل يلعب.
3 شجع محدثك بلغة الجسد. هز رأسك يشير لأنك تفهم ما يقوله محدثك وسيشجعه على الاستمرار. جعل وضع الجسد وحركته شبيه بما يفعله محدثك (تقليده) سيجعله يسترخ ويشعر بأريحية أكثر في الكلام. حاول أن تنظر في عينيه مباشرةً. فعل هذا لن يظهر أنك تستمع فقط، لكن أيضًا يظهر أنك مهتم فعلًا بما يقوله.
- طريقة أخرى للتشجيع بلغة الجسد هي تحويل جسدك ناحيته. إذا كنت لا تنظر له فقد يعتقد أنك متشوق للمغادرة. إذا جلست واضعًا قدمًا فوق الأخرى مثلًا فوجههما ناحية المتحدث وليس الاتجاه المعاكس.
- لا تشبك ذراعيك على صدرك. سيجعلك هذا تبدو متشككًا ومتحفظًا حتى لو كنت لا تشعر بهذا.
4 استمع بإصغاء لتعبر عن اهتمامك. يتضمن الإصغاء الجسم كله والوجه لك وللمتحدث. يمكنك أن تكون هادئًا لكن في الوقت نفسه تظهر أنك منتبه لكل كلمة يخبرك المتحدث بها. إليك كيف تحصل على أكبر استفادة من الموقف عن طريق الإصغاء الفعال:
- “كلماتك:” أنت لست مضطرًا لقول “اممممممم” أو “صحيح” كل خمس ثوانٍ وإلا ستصبح مزعجًا. يمكنك قول عبارة تشجيعية من وقتٍ لآخر لتظهر أنك منتبه. إذا كان محدثك مهمًا بالنسبة لك فبالتأكيد ستنتبه وستساعده في حل مشاكله إن وجدت.
- “تعبيراتك”: اظهر مهتمًا وقابل نظرات المتحدث من وقتٍ لآخر. لا تربك محدثك بالتحديق فيه بحدة، ولكن أظهر الود والصداقة لمن تستمع إليه.
- “اقرأ ما بين السطور”: انتبه دائمًا للأشياء التي لم يتكلم عنها وللتلميحات التي يمكن أن تساعدك في معرفة مشاعر المتحدث الحقيقية. راقب تعبيرات وجهه وجسده في محاولة لجمع أكبر قدر من المعلومات وليس من الكلمات فقط. تخيل نوع الحالة النفسية التي جعلتك تكتسب مثل هذه التعبيرات وحركات الجسد والصوت.
- “تكلم بنفس مستوى حماس محدثك”: سيعرف محدثك بهذه الطريقة أن الرسالة وصلت وأنه لا حاجة لإعادة ما يقول.
5 لا تتوقع منه الكلام براحة مباشرةً. كن صبورًا ومستعدًا للاستماع دون اعطاء أي نصائح.
- حاول أن تكرر ما يقوله الشخص الآخر لتؤكد نفس المعنى. في بعض الأحيان يمكن أن تعني الكلمات معنيين مختلفين. أفضل طريقة للتأكيد وتجنب سوء الفهم بين طرفي المحادثة هي تكرير ما يقوله الشخص الأخر حتى يعرف أنك تستمع وأنكما لديكما نفس الأفكار.
- ضع ظروفه في الاعتبار. إذا كان محدثك شخص حساس فلا تعطه “حبًا قاسيًا”.
أفكار مفيدة
- ضع في اعتبارك أن الناس لا يستمعون ليفهمون، بل يستمعون ليردون.
- ابتعد عن كل المشتتات حولك. يعني هذا أن تغلق هاتفك المحمول وأن تمتنع عن النظر من النافذة أو العبث بقلمك الرصاص أو أي شيء يشتت الانتباه.
- تخيل أنه سيوجد امتحان في الموضوع الذي ستستمع له. سيساعد هذا في التركيز على النقاط الأساسية والانتباه للتفاصيل.
- حسن الإصغاء من أهم المهارات التي ستحتاجها للتحسن في وظيفتك ولبناء علاقات هادفة مع الناس.
- تحدث بعض الأشخاص معك عن مشاكلهم لا يعني بالضرورة أنهم يريدون منك إصلاحها. إنهم فقط يريدون شخصًا يستمع لهم.
- عندما تنظر للشخص الذي يحدثك انظر في عينيه مباشرةً. يظهر هذا أن تركيزك معه 100% ولا يشتتك أي شيء حولك. خفف من نظرتك وتجنب التحديق ونظرات عدم التصديق كن مرتاحًا لما يقوله بقدر ما يمكنك.
- تجنب التقليل وضع محدثك. تجنب جمل مثل ” يعاني آلاف من الأشخاص من هذا فلا داعي للقلق”.
- أجل المحادثة إن كانت مهمة وكنت غير جاهزًا للاستماع. من الأفضل عدم التحدث إذا لم تكن جاهزًا. إجبار نفسك على الدخول في محادثة وأنت مشتت للغاية بمشاعر وهموم ومشتتات خارجية تمنعك من التكريز فيما تُخْبَر به أمر ذو نتيجة عكسية.
- لا تقاطع محدثك لتسأل أسئلة أو لتحكي قصتك.
- دع محدثك يتحدث بالقدر الذي يحتاجه قبل بدء طرح الأسئلة. قبل أن تقول أي شيء استأذن أولًا.
- لا تكن فظًا وحاول قدر إمكانك أن تكون طيبًا.
- حاول دائمًا أن تكون مهتمًا بما يقوله محدثك وإذا كان الموضوع مملًا للغاية على الأقل كن مهذبًا وتظاهر بذلك.
تحذيرات
- حاول ألا تتكلم كثيرًا عندما يكون محدثك يخبرك بشيء شديد الأهمية بالنسبة له. يشعر محدثك أنه يمكن الثقة فيك بما فيه الكفاية لإخبارك بشيء مهم له وإذا لم تحترم هذا أو تصرفت كأنك لا تهتم (حتى لو لم تقصد هذا) فسيشعر أنه لا يمكن إخبارك بشيء بعد الآن وهذا قد يفسد صداقتكما أو يقلل فرص أن تصبحا أصدقاء. إذا كان الموضوع شديد الأهمية لمحدثك فقد يريدك أن تستخدم تعليقات معينة متعلقة بتعبيرات وجهه وأن تحاول الموافقة.
- انظر لمحدثك. إذا لم تنظر لمحدثك مباشرةً فقد يشعر أنك لا تستمع.
- حتى لو كانت القصة التي يشاركك إياها “طويلة للغاية” لدرجة أنك غير قادر على متابعتها فحاول قدر جهدك أن تركز وتستمع لما يقوله. قد لا تعرف ذلك لكن في الغالب سيتم شكرك كثيرًا على الاستماع لما قاله محدثك فالاستماع يقوي روابط العلاقة بينكما.
- حاول أن تصفي ذهنك وأن تعطي محدثك كل الاهتمام. طريقة فعل هذا هي أن تركز كأن حياتك متوقفة على هذا الأمر.
- إذا وجدت نفسك تكون ردًا قبل إنهاء محدثك لكلامه فأنت لا تستمع بانتباه كامل. حاول أن تنتظر إنهاء محدثك لكلامه قبل التعليق أو توضيح وجهة نظرك. صف ذهنك واطرد منه كل الأفكار الأخرى وأخله تمامًا.
- لا تقل فقط نعم وتهز رأسك حتى لا يعتقد محدثك أنك غير مشتت ولا تهتم أو لا تستمع لما يقوله.
المصدر: wikihow