فرض الله تعالى على عباده العديد من الطّاعات الّتي على المسلم الالتزام بها وأداءها على أكمل وجه؛ بل إنّ من هذه العبادات ما لا يصحّ الإسلام إلّا بها، ومن هذه العبادات الزّكاة، فقد فرض الله تعالى على عباده أداء الزّكاة لما لها من أهميّة كبيرة؛ حيث تعتبر الزّكاة ركناً من أركان الإسلام، والدّليل على ذلك من السنّة النبويّة الشّريفة، “فعن ابن عمر رضي الله عنه قال، سمعت رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلم ــ يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت”، فمن خلال الحديث نرى أنّ الزّكاة من أركان الإسلام الخمسة وتأتي في الرّكن الثالث من هذه الأركان.
فوائد زكاة الفطر
من أبرز هذه العبادات الموسميّة التي ارتبطت بموسم شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، زكاة الفطر، وزكاة الفطر هي واحدة من أفضل العبادات على الإطلاق، والتي لها أجر عظيم عند الله تعالى نظراً لحساسية الموعد الذي يجب فيه على المسلم أداء هذه الزكاة.
- تكمن فائدة زكاة الفطر العظيمة في أنّها تأتي لرأب الصدع في المجتمع في أكثر الأوقات حساسيّة بالنسبة لكافّة المسلمين، ففي عيد الفطر يجب أن تختفي الفروقات الطبقيّة، ويجب أن يتساوى الغني مع الفقير، فالفرح يجب أن يشمل الجميع في هذه الأيّام المباركة؛ من هنا فرض الله تعالى على المسلمين المقتدرين أن يؤدّوا واجب زكاة الفطر للفقراء، حتّى يستطيعوا الاستمتاع بالعيد.
- إنّ الزكاة تأتي لسدّ خلل أو حذف زلل قام به الإنسان الصائم خلال صيامه، فزكاة الفطر تعوِّض هذا الخلل حتّى يخرج الإنسان المسلم من رمضان متمَّاً لواجباته وفرائضه الدينيّة على أكمل وجه وصورة ممكنين. وقد وردت أهمّيّة هذه الزكاة في العديد من النصوص الشرعية، منها قوله ابن عباس –رضي الله عنه- “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ”.
تجب زكاة الفطر على كل مسلم مقتدر على أدائها، والمقتدر على أدائها هو الذي يمتلك قوته وقوت أبنائه وما يزيد عنه وعن باقي الحاجات الأصليّة في يوم وليلة عيد الفطر، كما أنّ زكاة الفطر هي زكاة عن الأفراد وليست زكاة عن المال كما في الزكاة العاديّة لهذا فإنه تُخرج عن الأفراد فرادى، بحيث يقوم كلّ مسلم بأدائها عن نفسه وعن كل شخص مسؤول عنه كما يُستحب أيضاً إخراجها عند الابن الذي أكمل أربعين يوماً ولم يولد بعد، أمّا مقدار هذه الزكاة المباركة فهو ثلاثة كيلو غرامات من الأرزّ، أو الشعير، أو القمح، كما أنّ الجهات المسؤولة في الدولة تقدّر قيمة زكاة الفطر لمن أراد إخراجها أموالاً، حيث يكون تقدير قيمة هذه الزكاة بشكل سنويّ تبعاً للأسعار في كلّ عام.
فوائد الزكاة على مجتمع
- تعتبر الزّكاة كغيرها من الأمور الّتي فرضها الله تعالى على المسلم، وما من أمر فرضه الله تعالى على المسلم إلا ويحقّق النّفع والفائدة للمسلم نفسه، بالإضافة إلى فوائد تعود على المجتمع، وكذلك هي الزّكاة فإنّها تعود بالعديد من الفوائد على المجتمع منها:
- تعتبر الزّكاة سبباً لبركة أموال أصحابها ومخرجيها وزيادة رزقهم؛ فالأشخاص الّذين يقومون بإخراج زكاة أموالهم سيشعرون ببركتها وخيرها، وزيادة رزقهم.
- تعالج الزّكاة أحد أبرز مشاكل المجتمع وهي مشكلة الفقر؛ فالإنسان عندما يخرج زكاته للفقراء والمحتاجين سيكون سبباً في تغيير حالهم ومنعهم عن سؤال النّاس فيما يحتاجون من أمور الحياة.
- يعمل إخراج الزّكاة على التقليل من المشاكل ما بين النّاس؛ فالإنسان عندما يريد أن يشبع حاجاته الأساسيّة ولا يجد المال لذلك، يمكن أن يقوم بعدّة ممارسات سلبيّة من شأنها أن تسد حاجته؛ كالسّرقة، أو الاعتداء على شخص ما أو السّلب، مع التّأكيد أنّ الغاية لا تبرّر الوسيلة إلى أنّ الحاجة قد تدفع الشّخص بالقيام بتلك الأمور الخاظئة، فتأتي الزّكاة حلّاً لهذه المشاكل والحد منها، ممّا ينشر السّلم في المجتمع.
إنّ إخراج الزّكاة يزيد من الألفة والمحبّة بين النّاس في المجتمع، فتجد النّاس في عون بعضهم ممّا يزيد من الودّ والحب فيما بينهم. تعمل الزّكاة على التقليل من الحسد أو الكره فيما بين النّاس، خاصّةً بين الطّبقات الغنيّة والفقيرة.
المصدر:http://mawdoo3.com