الدماغ يعمل طوال الوقت على تحليل الأشارات القادمة عن طريق الحواس. أثناء النهار يقوم الدماغ بجمع و تحليل هذه المعلومات و يتفاعل معها بهدف إبقاء الجسد على قيد الحياة. الأولوية البقائية أهم من تنظيم المعلومات و تصنيفها و ارشفتها و بالتالي يصبح الدماغ مليئ بالأفكار و المعلومات غير المترابطة و غير المهمة بالنسبة للكائن.
عند النوم يقوم الدماغ في اعادة تنظيم الأفكار التي مرت معه و يعيد تثقيل أهمية هذه الأفكار من الناحية البقائية و مدى الحاجة لاستقدام هذه الأفكار بسرعة في المرات القادمة. هذه العملية تسبب ضجيج معلوماتي (information noise) كنتيجة لتبادل هذه المعلومات و التخلص من المعلومات غير المهمة و تصنيف المعلومات المهمة. الأحلام هي رصد قسم تبرير الإشارات الدماغية للضجيج المعلوماتي الناتج عن اعادة الترتيب.
[ad id=”1165″]
يوجد قسم في الدماغ يعمل دائماً على تبرير الاشارات الدماغية ضمن سياق يبرر هذه الاشارات ضمن قوالب تحاول ربط المعلومات بأي شكل و حتى إن لم تكن منطقية و من هنا تكون الأحلام. الفرق بين حالة الحلم و الصحو هي أن الدماغ أثناء النوم لا يفعّل قسم التحليل المنطقي و بالتالي نجد أن المعلومات المتناقلة بين الأقسام لا يتم ربطها بشكل منطقي و لا يجد الدماغ مشكلة في استقبال هذه الاشارات بشكل لا يتطابق مع الواقع. هذا هو سبب أن الأحلام تكون غير منطقية في بعض الأحيان.
الفائدة التطورية للأحلام هي اعادة ترتيب الخارطة الدماغية و تصنيف المعلومات حسب أهميتها البقائية بالنسبة للكائن. معيار التقييم يعتمد على عدد المرات التي تم استقدام المعلومة فيها سابقاً و ليس بناء على معرفة لمحتوى المعلومة. أثناء النوم يقوم الدماغ باعادة جميع وظائف الجسم للمستوى الطبيعي (هرمونات، دقات قلب، نسب السكر) و كأنه restart للجسم.
لهذا ينصح بأن يدرس الطالب قبل النوم لكي يتم تخزين المعلومات بشكل مباشر أثناء النوم.
المصدر: myscience