انكشفت اللعبة بعدما خرجت قوافل داعش برعاية القوى التي تدعي الحرب عليها من الرقة وقبلها من الموصل ومن كل المناطق التي كانت تتواجد فيها حتى من شمال لبنان حيث دخلت إحدى قوافلها إلى مناطق النظام بينما انطلقت الأخرى تحت رعاية النظام وحزب الله والولايات المتحدة وروسيا والتحالف إلى حيث تبخرت قوات التي طالما تغنى الغرب بقوتها ونفوذها وعدتها وعتادها، والغريب أنه طوال أربع سنوات من الحرب علي داعش من تحالف تقوده أقوى دول العالم الولايات المتحدة الأميركية ومعها ستون دولة أخرى يحاربون تنظيما من ستة آلاف شخص كما ذكروا هم لم يفلحوا حتى الآن في القبض علي قائد واحد من قادته.
[ad id=”1165″]
وبعد حرب مزلزلة تستمر أشهر يتم تدمير المدن الكبرى وقتل عشرات الآلاف من المدنيين دون عمل أية إحصاءات للضحايا ثم لا نجد في النهاية سوى أطلال وخراب ودمار ومقابر جماعية للمدنيين واحتفالات تقوم بها المليشيات الطائفية على أنقاض المدن السنية أو التي كانت سنية حيث تكشف الحرب علي داعش أنها ليست سوى مخطط خبيث لاعادة رسم الخرائط المذهبية والعرقية والطائفية في المنطقة مرة أخرى بعد أكبر عملية تهجير وتدمير للمنطقة في التاريخ، حيث يتم التطهير العرقي والديني للسنة لصالح كل الطوائف والفئات الأخرى.
ويتم تدمير المدن التاريخية الكبرى مثل الموصل والرقة وغيرها تدميرا منهجيا مليئا بالحقد حيث قام الأميركان والروس وقوات الدول الأخرى التي تشارك في هذه المعارك بتجريب كل أنواع الأسلحة الحديثة التي صنعوها في ساحات المعارك دون أي اعتبارات لأية قوانين أو شرائع سماوية أو بشرية.
فالهدف واضح هو استخدام داعش ذريعة لتنفيذ مخطط خبيث للمنطقة وتاريخها ربما قضوا مئات السنين يخططون له ولا يعرفون الوسيلة حتى جاءت فكرة داعش فمكنتهم وللأسف بدعم كثير من الدول السنية الغافلة من أن ينفذوا مخططاتهم وأن يعيدوا رسم خرائط المنطقة من جديد ليس جغرافيا بعدما فعلوا في سايكس بيكو وإنما هذه المرة طائفيا ومذهبيا وعرقيا حتى تبقى الحروب الطائفية والمذهبية تأكل في المنطقة لعشرات السنين.
ومع الدمار الهائل الشامل الذي قاموا به لمدن كان يسكنها عشرات الملايين من الناس فإنه من المستحيل على هؤلاء العودة لديارهم مرة أخرى بعدما أصبحت أثرا بعد عين، ما الذي يمكن أن يقوله شخص كان يسكن أو يملك شقة في عمارة في حلب أو حمص أو الرقة أو غيرها من المدن الأخرى حتى يستعيد شقته التي كانت في الدور العاشر في عمارة أصبحت أطلالا وربما لا يستطيع حتى أن يستدل على أطلالها بعدما أصبحت تلك المدن كلها متشابهة في الخراب والدمار؟
إن ما قامت به القوى التي دمرت تلك المدن هو من أكبر الجرائم التي ارتكبت بحق شعوب المنطقة على مدار التاريخ، فلم يسبق في تاريخ المنطقة دمار أو خراب أو تهجير مثل الذي وقع أما أكذوبة داعش حتى لو كانت حقيقة فإن الحقيقة الأكبر هو أنها كانت ذريعة لتدمير المنطقة وإعادة رسم خرائطها من جديد.
المصدر: http://tunisianow.net.tn