اكتنف الغموض استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي صدح بها من الرياض، وكثرت التكهنات حول ما جرى معه، وعن تعرُّضه لضغوط سعودية أجبرته على الاستقالة.
صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت تقريراً كشفت فيه من خلال مصادرها عن اللحظات الأولى لوصول الحريري للسعودية، وما جرى معه قبل تقديم الاستقالة وبعدها.
[ad id=”1165″]
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فقد طُلب من الحريري التوجه إلى مجمع “ريتز كارلتون” الفندقي لعقد اجتماعات، حيث فوجئ بإجراءات أمنية استثنائية، ليدرك بعد دقائق أنه بات بحكم الموقوف. وتم نقله إلى إحدى الفيلات التابعة للمجمع، بالقرب من الفندق مكان احتجاز نحو 49 أميراً ووزيراً ورجل أعمال سعوديين.
وأكدت الصحيفة أن الحريري تم فصله عن مكان إقامة عائلته، وتولى فريق أمني سعودي الإشراف على أمنه ومرافقته.
أما مصير فريق الحريري الأمني فقد تمت مصادرة الهواتف الموجودة معهم، وتخييرهم إن كانوا يريدون المغادرة إلى بيروت، وأنه في هذه الحالة لن يكون بمقدور من يغادر المجمع أن يعود إليه مجدداً.
لحظتها طلب الحريري أن ينتقل 4 من مرافقيه بقيادة الضابط محمد دياب إلى منزله للبقاء مع زوجته وأولاده، فيما بقي مع الحريري، في الفيلا نفسها، رئيس حرسه عبد العرب وأحد مساعديه الشخصيين.
ووفقاً للصحيفة اللبنانية، فقد أبلغ الجميع بتعليمات، مثل عدم التحرك داخل الفندق، عدم التواصل مع الأمنيين والموظفين، وتم ربطهم بضابط أمن سعودي في مكتب قريب، حيث يمكنهم التوجه مرات عدة في اليوم لتفقد هواتفهم، على أن ينحصر استعمالها في الرد على الرسائل التي تردهم، كما سمح لهم بإجراء اتصالات هاتفية، على ألا تشمل أيَّ نقاش حول مكان إقامتهم وظروفها، تحت طائلة الحرمان من التواصل مرة جديدة.
[ad id=”1165″]
لحظة الاستقالة
وعن تفاصيل الاستقالة، قالت الصحيفة، إن الحريري التقى مع مسؤول أمني سعودي بارز -لم تُسمه- إضافة إلى لقاء آخر مع ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، الذي سلَّمه بيان الاستقالة مكتوباً من الديوان الملكي.
وقالت مصادر الصحيفة اللبنانية، إن تعليمات مشددة تلقاها الحريري، على أنه لا يمكن له الاتصال مع أحد، وأن السبهان سيتولى شرح الموقف لمن يهمه الأمر في بيروت.
وتتابع الصحيفة اللبنانية، أبلغ الحريري بعد ذلك أنه سيخضع لتحقيق بصفة شاهد، بوصفه مواطناً سعودياً لا رئيساً لحكومة لبنان. وسُئل عن ملفات تعود إلى حقبة تولي خالد التويجري منصب رئيس الديوان الملكي، خلال ولاية الملك السابق عبد الله.
وأكد الحريري لهم أن كل ممتلكاته في السعودية مرهونة للمصارف السعودية، وأنه لا يملك إلا منزله.
وكشفت الصحيفة أن الحريري طلب عقد مؤتمر صحفي، أو السفر خارج السعودية، إلا أن ذلك قوبل بالرفض في لحظتها، وطلب من مرافقيه الذين انتقلوا إلى منزل عائلته، بضرورة حسم قرارهم بالبقاء أو السفر إلى لبنان، وبالفعل عاد بعضهم أمس.
[ad id=”1163″]
ما يجري في لبنان
شكَّلت استقالة الحريري صدمةً في بيروت، وبدأت الاتصالات الدولية تتحرك لمعرفة ما حدث، لتأمين خروج آمن ولائق لرئيس الحكومة من السعودية، وهو أمر حاول الرئيسان ميشال عون ونبيه بري القيام به، من خلال التوسط مع مصر والأردن، لكن من دون نتيجة وفقاً للصحيفة اللبنانية.
كما تولى النائب وليد جنبلاط وساطة مع السلطات الفرنسية والبريطانية، انتهت إلى الفشل أيضاً. حتى إن لندن فشلت في الحصول على إذن لأحد دبلوماسييها في الرياض، لمقابلة الحريري في مقر إقامته، فيما رفض الأميركيون التدخل أساساً.
وقالت الصحيفة اللبنانية، إن مصادرها انتهت عند خبر استقبال الملك سلمان للحريري في قصر اليمامة، مشيرة إلى أن الحريري نقل بحراسة أمنية إلى القصر، وأن الهدف من الاجتماع كان إرسال إشارة بأنه ليس من ضمن قائمة الموقوفين بتهم الفساد، الذين لن يستقبلهم الملك ولا ولي عهده، وأنه سيصار إلى تسوية وضعه ربطاً بأمور تخص ملفات سعودية داخلية، وبما خص ملف لبنان.
وبعد استقبال الملك سلمان للحريري، أعلن عن توجهه إلى الإمارات للقاء ولي العهد محمد بن زايد، بشكل مفاجئ، ليتبعها فوراً وبعد ساعات نبأ توجهه إلى البحرين، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الرياض.
المصدر: Huffpost